متن زیارتنامه حضرت سیدالشهداء که از قلم حضرت بهاءالله نازل شده است:
هذه زيارة نزلت من قلمی الابهی فی الافق الاعلی
لحضرة سيد الشهداء حسين بن علي روح ما سواه فداه
﴿ هو المُعزّي المُسلّيُ الناطق العليم ﴾
شهد اللّه انّه لا اله الّا هو * و الّذی أتی انّه هو الموعود فی الکتب و الصّحف و المذکور فی أفئدة المقرّبين و المخلصين * و به نادت سدرةُ البيان فی ملکوت العرفان * يا أحزابَ الأديان لعمرُ الرّحمن قد اتَتْ ايَّامُ الأحزان بما ورد علی مشرق الحجّة و مطلع البرهان ماناح به أهل خِباء المجد فی الفردوس الأعلی * و صاح به أهلُ سُرادق الفضل فی الجنّة العليا شهد اللّه انّه لا اله هو * و الّذی ظهر انّه هو الکنز المخزون و السِّرُّ المکنون الّذی به أظهر اللّهُ اسرارَ ما کان و ما يکون * هذا يوم فيه انتهت آيةُ القبل بيوم يقوم النَّاسُ لربّ العرش و الکرسيّ المرفوع *
و فيه نُکِسَتْ راياتُ الأوهام و الظّنون * و برز حکم إنّا للّه و إنّا إليه راجعون * و هذا يوم فيه ظهر النّبأ العظيم الّذی بشّر به اللّه و النبيّون و المرسلون * و فيه سرع المقرّبون الی الرّحيق المختوم و شَرِبوا منه باسم اللّه المقتدر المهيمن القيّوم * و فيه ارتفع نحيب البکاء من کلّ الجهات و نطق لسان البيان اَلْحزنُ لاولياءِ اللّه و اصفيائه * و البلاء لأحبّاء اللّه و امنائه * و الهمّ و الغمّ لمظاهر أمر اللّه مالک ما کان و ما يکون * يا اهلَ مدائنِ الأسماءِ و طلعاتِ الغرفات فی الجنّة العليا و أصحابَ الوفاء فی ملکوت البقاء * بَدِّلوا أثوابَکم البيضاءَ و الحمراءَ بالسّوداءِ بما أتت المصيبةُ الکبری * و الرَّزيَّة العظمی الّتی بها ناح الرَّسول و ذاب کبِدُ البتول * و ارتفع حنين الفردوس الأعلی * و نحيبُ البکاء من أهل سرادق الأبهی * و أصحاب السّفينة الحمراء المستقرّين علی سُرُر المحبّة و الوفاء * آه آه من ظلم به اشتعلت حقَائقُ الوجود * و ورد علی مالک الغيب و الشّهود من الّذين نقضوا ميثاقَ اللّه و عهدَه و انکروا حجّتَه و جحدوا نعمتَه و جادلوا بآياته * فآه آه ارواحُ الملأ الأعلی لمصيبتک الفداء يا ابنَ سدرة المنتهی و السّر المستسرّ فی الکلمة العليا * يا ليت ما ظهر حکم المبدأ و المآب و ما رأت العيون جسدَک مطروحاً علی التّراب * بمصيبتک مُنع بحرُ البيان من أمواج الحکمة و العرفان و انقطعت نسائم السّبحان * بحزنک مُحِيَت الآثار و سقطت الاثمار و صَعَدَتْ زفراتُ الأبرار و نزلتْ عبرات الأخيار * فآه آه يا سيّدَ الشّهداء و سلطانَهم *
و آه آه يا فخرَ الشّهداء و محبوبَهم * اشهد بک اشرق نيّر الانقطاع من افق سماء الابداع و تزيّنت هياکل المقرّبين بطراز التّقوی * وسطع نور العرفان فی ناسوت الانشاء * لو لا ک ما ظهر حکم الکاف و النّون و ما فُتحَ خَتْمُ الرّحيق المختوم * و لو لا ک ما غرّدتْ حمامةُ البرهان علی غصن البيان * و ما نطق لسانُ العظمة بين ملأ الأديان * بحزنک ظهر الفصل و الفراق بين الهاء و الواو * و ارتفع ضجيج الموحّدين فی البلاد *
بمصيبتک مُنعَ القلمُ الأعلی عن صريره و بحرُ العطاء عن أمواجه و نسائمُ الفضل من هزيزها * و انهارُ الفردوس من خريرها * و شمسُ العدل من اشراقها * اشهد أنّک کنتَ آيةَ الرَّحمن فی الأمکان * و ظهورَ الحجّة و البرهان بين الأديان * بک أنجز اللّهُ وعدَه و اظهر سلطانَه * و بک ظهر سرّ العرفان فی البلدان * و اشرق نيّر الايقان من افق سماء البرهان * و بک ظَهرتْ قدرةُ اللّه و أمرُه و اسرارُ اللّه و حِکمُه * لو لا ک ما ظهر الکنز المخزون و أمره المحکم المحتوم * و لو لا ک ما ارتفع النّداء من الافق الأعلی * و ما ظهرت لآلئُ الحکمة و البيان من خزائن قلم الأبهی * بمصيبتک تَبدّل فرح الجّنة العليا و ارتفع صريخ أهل ملکوت الأسماء* انت الّذی باقبالک أقبلتِ الوجوهُ إلی مالک الوجود * و نطقت السّدرةُ الْملک للّه مالک الغيب و الشّهود * قد کانت الأشياء کلّها شيئاً واحداً فی الظّاهر و الباطن فلمّا سَمعَتْ مصائبَکَ تفرّقتْ و تشتّتتْ و صارت علی ظهورات مختلفة و ألوان متغايرة * کلُّ الوجود لوجودک الفداء يا مشرقَ وحيِ اللّه و مطلعَ الآية الکبری * و کلُّ النّفوس لمصيبتک الفداء يا مظهرَ الغَيب فی ناسوت الانشاء * اشهد بک ثبت حکم الانفاق فی الآفاق * و ذابت أکباد العشّاق فی الفراق * اشهد أنّ النّورَ ناح لمصيباتک و الطُّورَ صاح بما ورد عليک من أعدائک * لولاک ما تجلّی الرَّحمن لابن عمران فی طور العرفان * أناديک و اذکرک يا مَطْلَعَ الانقطاع فی الابداع * و يا سرَّ الظهور فی جبروت الاختراع * بک فُتح بابُ الکرم علی العالم * و اشرق نور القِدَم بين الأمم * اشهد بارتفاع يد رجائک ارتفعت أيادی الممکنات الی اللّه منزل الآيات * و باقبالک إلی الافق الابهی أقبلت الکائنات الی اللّه مُظْهر البيّنات *
انتَ النقطة الّتی بها فُصِّلَ عِلْمُ ما کان و ما يکون * و المعدن الّذی منه ظهرت جواهر العلوم و الفنون *
بمصيبتک توقّف قلمُ التقدير * و ذَرَفَتْ دموعُ أهل التَّجْريد * فآه آه بحزنک تزعزعَتْ أرکان العالم * و کاد أن يرجعَ حکم الوجود إلی العدم * انت الّذی بامرک ماج کلّ بحر وهاج کلّ عَرْف و ظهر کلّ أمر حکيم *
بک ثبت حکمُ الکتاب بين الأحزاب * و جری فرات الرّحمة فی المآب * قد اقبلتُ اليک يا سرّ التّوراة و الانجيل * و مطلعَ آيات اللّه العزيز الجميل * بک بُنِيَتْ مدينةُ الانقطاع و نُصِبَتْ رايةُ التّقوی علی أعلی البِقاع لولاک انقطع عَرْف العرفان عن الأمکان و رائحة الرّحمن عن البلدان * بقدرتک ظهرت قدرةُ اللّه و سلطانُه و عزُّه و اقتدارُه * و بک ماج بحر الجود و استوی سلطانُ الظّهور علی عرش الوجود * اشهد بک کُشِفتْ سبحاتُ الجلال * و ارتعدت فرائص أهل الضّلال * و مُحِيَتْ آثارُ الظّنون و سقطت اثمار سدرة الاوهام * بدمک الأطهر تزيّنت مدائن العشّاق * و أخذت الظلمةُ نورَ الآفاق * و بک سَرَع العشّاق إلی مقرّ الفداء * و أصحابُ الاشتياق إلی مطلع نور اللّقاء * يا سرَّ الوجود و مالکَ الغيب و الشّهود * لم أدرِ أيّةَ مصيباتک اذکرها فی العالم و أيّةَ رزاياک ابثّها بين الأمم * أنت مَهْبَطُ علمِ اللّه و مشرقُ آياته الکبری و مطلعُ اذکاره بين الوری و مصدرُ أوامره فی ناسوت الانشاء * يا قلم الأعلی قل أوّل نور سطع و لاح و أوّل عَرْفٍ تضوّع و فاح عليک يا حفيفَ سدرةِ البيان و شجرَ الايقان فی فردوس العرفان * بک اشرقت شمس الظّهور و نطق مکلّم الطّور * و ظهر حکم العفو و العطاء بين ملأ الانشاء * اشهد أنّک کنتَ صراطَ اللّه و ميزانَه و مشرقَ آياته و مطلعَ اقتداره و مصدرَ أوامره المحکمة و أحکامه النّافذة * انت مدينةُ العشق و العشّاقُ جنودُها * و سفينةُ اللّه و المخلصون مَلّاحُها و رُکّابُها * ببيانک ماج بحر العرفان يا روحَ العرفان و اشرق نيّر الايقان من افق سماء البرهان * بندائک فی ميدان الحرب و الجدال ارتفع حنينُ مشارق الجمال فی فردوس اللّه الغنيّ المتعال * بظهورک نُصِبت رايةُ البرّ و التّقوی و مُحيَت آثارُ البغي و الفحشاء * أشهد انّک کنتَ کَنزَ لآلئ علم اللّه و خزينةَ جواهر بيانه و حکمته * بمصيبتک تَرَکتِ النّقطةُ مقرّها الأعلی و اتّخذَت لنفسها مقاماً تحت الباء * أنت اللّوح الأعظم الّذی فيه رُقم أسرارُ ما کان و ما يکون و علومُ الأوّلين و الآخِرين * و أنت القلم الأعلی الّذی بحرکته تحرّکت الأرض و السّماء * و توجّهت الأشياءُ الی أنوار وجه اللّه ربّ العرش و الثّری * آه آه بمصيبتک ارتفع نحيبُ البکاء من الفردوس الأعلی * و اتّخذَت الحوريّاتُ لأنفسهنّ مقاماً علی التّراب فی الجنّة العليا * طوبی لعبد ناح لمصيباتک * و طوبی لِأمَةٍ صاحَت فی بلاياک * و طوبی لعين جرت منها الدّموع ُ * وطوبی لأرض تشرّفت بجسدک الشّريف * و لمقام فاز باستقرار جسمک اللطيف * سبحانک اللّهمّ يا إلهَ الظّهور و المجلّی علی غصن الطّور * أسألک بهذا النّور الّذی سطع من أفق سماء الانقطاع * و به ثبت حکمُ التّوکُّل و التّفويض فی الابداع * و بالأجساد الّتی قُطِعَتْ فی سبيلک *و بالأکباد الّتی ذابت فی حبّک * و بالدّماء الّتی سُفکت فی أرض التّسليم أمَامَ وجهک * أن تَغفِرَ للّذين أقبلوا الی هذا المقام الأعلی و الذِّروة العليا و قَدِّرْ لهم من قلمک الأعلی ما لا ينقطع به عَرفُ اقبالهم و خلوصِهم عن مدائن ذکرک و ثنائک * أيْ ربّ تراهم منجذبين من نفحات وحيک و منقطعين عن دونک فی أيّامک * أسألک أن تُسقِيَهم من يد عطائک کوثَرَ بقائک * ثمّ اکتب لهم من يراعة فضلک أجرَ لقائک * أسألک يا الهَ الأسماء بأمرک الّذی به سخّرت الملک و الملکوت * و بندائک الّذی انجذب منه أهلُ الجبروت * أن تؤيّدَنا علی ما تحبّ و ترضی و علی ما ترتفع به مقاماتُنا فی ساحة عزّک و بساط قربک * أی ربّ نحن عبادک أقبلنا الی تجلّيات أنوار نيّر ظهورک الّذی أشرق من أفق سماء جودک * أسألک بأمواج بحر بيانک اَمامَ وجوه خلقک أن تؤيّدَنا علی أعمالٍ أمَرْتَنا بها فی کتابک المبين * انک أنت أرحم الرّاحمين * و مقصودُ مَن فی السّموات و الأرضين * ثمّ أسألک يا إلهَنا و سيّدَنا بقدرتک الّتی أحاطت علی الکائنات و باقتدارک الّذی أحاط الموجودات أن تنوّرَ عَرْشَ الظّلم بأنوار نيّر عدلک و تبدّلَ أريکةَ الأعتساف بکرسيّ الأنصاف بقدرتک و سلطانک انّک أنت المقتدر علی ما تشاء * لا إله إلّا أنت المقتدر القدير *
(کتاب ایام تسعه صفحه 235)
افزودن دیدگاه جدید